عقدت الهيئة الفلسطينية للإعلام وتفعيل دور الشباب "بيالارا" يوم الخميس الموافق 11/6/2009 مؤتمر "شباب من أجل التغيير" في قاعة المؤتمرات بمحافظة سلفيت. حيث تم تنفيذ المشروع بدعم من مركز تطوير المؤسسات الأهلية الفلسطينية، في قرى مردا وبديا واسكاكا وبروقين، وكفر الديك ومسحة ورافات والزاوية. وحضر الحفل عطوفة العميد منير العبوشي، محافظ سلفيت، وعن مركز تطوير، غسان كسابرة مدير المركز، وجميله ساحلية، مديرة برامج المنح، وسناء مبارك، منسقة المشروع، ومسكي برهاني، خبيرة التنمية المجتمعية لدى البنك الدولي، وعن بيالارا حضر كل من هانيا البيطار، المديرة العامة للهيئة، ومحمد توام، منسق المشروع، بالإضافة إلى السيد نصفت الخفش، مدير مكتب الإغاثة الدولية في الشمال.
ورحب عطوفة العميد منير العبوشي، محافظ سلفيت، راعي المؤتمر، بالحضور، مؤكدا على أهمية تطوير قطاع الشباب في المحافظة، وشكر كل الجهود التي تهدف إلى إحداث التغيير الإيجابي، وتطوير قدرات الشباب، وقال: "هذه الجهود تصب في المصلحة الوطنية لأن الشباب هم أمل الحياة، والبنية الأساسية للدولة"، وأوضح ضرورة توفر عنصر الاستدامة في المشاريع التي يتم تنفيذها في المحافظة.
ثم تحدثت هانيا البيطار، المديرة العامة للهيئة، وشكرت عطوفة المحافظ على رعايته للمؤتمر، وقالت: "لم يكن لمشروع "شباب من أجل التغيير" أن يكتب له النجاح لولا الدور الذي لعبته المؤسسة الرسمية، وشباب محافظة سلفيت، والجهود المتميزة التي بذلوها، وعبرت عن اعتزاز الهيئة بالشراكة التي تربطها مع مركز تطوير، الذي يتبنى تمويل المشروعات بناء على معرفته التامة باحتياجات الشباب، من أجل تحقيق التنمية الفاعلة في الوطن، وهي الفكرة التي قام عليها المشروع.
وختمت البيطار قائلة: "هذه القدرات التي اكتسبها الشباب خلال المشروع، هي التي تحقق التغيير المجتمعي، ويجب أن تستمر خطى التغيير الإيجابي".
ثم تحدث السيد غسان كسابرة، مدير مركز تطوير ، قائلا إن المركز ينظر إلى مشروع "شباب من أجل التغيير" كواحد من أكثر المشاريع تميزا لأنه يقدم خدمة مختلفة ونوعية لإحدى أهم فئات المجتمع، وقال: "لقد منح المشروع الشباب القوة والأمل والاستقرار، وخاصة لطلبة الجامعات". وأوضح أن أهم مخرجات المشروع تتمثل في أن الشباب بدأوا ينظرون إلى أنفسهم على أنهم عنصر الإنتاج والتنمية، وقال: "الشباب هم الغرسة التي نزرعها في تربة الوطن، من أجل بناء الدولة".
وبين بأن الدعم الذي قدمه مركز تطوير للمشروع، يندرج تحت بند منح التمكين، التي تبناها المركز في شهر تشرين أول عام 2007، واستفادت منها 28 مؤسسة أهلية فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وبلغت قيمتها الإجمالية مليونين وستمائة وعشرين ألف دولار أمريكي. وقال: "منح التمكين واحدة من أربعة أنواع من المنح ضمن مشروع المؤسسات الأهلية الفلسطينية الثالث، الذي حصل المركز له على تمويل بقيمة عشرة ملايين دولار من البنك الدولي".
ثم تناولت مسكي برهاني، خبيرة التنمية المجتمعية في البنك الدولي، في حديثها، آلية عمل البنك في تقديم المساعدات، وبينت أن هذه المساعدات تقدم للدول بناء على اتفاقية ثنائية يتم توقيعها. وقالت: "آلية عمل البنك الدولي تتمثل في تقديم المساعدات للدول على شكل قروض. أما فيما يتعلق بالسلطة الوطنية الفلسطينية، فإن هذه المساعدات تكون على شكل منح". وأوضحت أن مساعدات البنك الدولي في هذا الخصوص تتم على ثلاثة مستويات: مستوى الحكومة والوزارات، ومستوى البلديات، وأخيرا مستوى المؤسسات الأهلية غير الربحية. وقالت: "قدم البنك الدولي 10 ملايين دولار للمؤسسات الأهلية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأضاف ثلاثة ملايين أخرى، بسبب الأوضاع الطارئة في قطاع غزة" وبينت أن البنك الدولي يؤمن بأن الشباب يشكلون أهم قطاع يجب الاهتمام به، فهم أساس بناء الدولة الفلسطينية". وفي ختام حديثها، أكدت برهاني على أهمية العمل الجاد لتحقيق التنمية، وعبرت عن سعادتها بالمشاركة في الإنجاز الذي حققه مشروع "شباب من أجل التغيير".
ثم تحدث السيد نصفت الخفش؛ مدير مكتب الإغاثة الدولية في الشمال، فقال: "اليوم ليس مخصصا لإعلان انتهاء مشروع "شباب من أجل التغيير" الذي تطبقه "بيالارا" في المناطق المهمشة، وإنما بداية عمل تنموي للشباب". وتابع: "بفضلكم تمكن أبناء المحافظة من إيصال صوتهم إلى صناع القرار، وأصبحوا مركز الاهتمام". وقدم شكره لمركز تطويرعلى دوره المميز في تنمية الشباب.
ثم أوضح محمد توام، منسق المشروع، بأن الهدف الرئيسي للمشروع هو إيجاد كادر شبابي قادر على إحداث التغيير في مجتمعه، ومخاطبة صناع القرار من خلال الإعلام. ولكن بالإضافة إلى تحقيق هذا الهدف تم كذلك تحقيق مجموعة من الأهداف الفرعية ومنها نشر الوعي في القرى الثمانية التي تعتبر من المناطق المهمشة، حول القضايا التي تهم قطاع الشباب، وخاصة المواطنة، والديمقراطية، وحقوق الطفل، وبناء كادر شبابي قادر على مناقشة قضاياه والبت فيها، والتخفيف من حدة الآثار النفسية والاجتماعية على الشباب، ومنحهم الأمل بالمستقبل، وتعريف الشباب على وسائل الإعلام وكيفية استخدامها في مناصرة قضاياهم، ومخاطبة المسؤولين من خلالها.
ومن الجدير ذكره أن المشاركين في المشروع الذي امتد على 18 شهرا، قد قاموا بحملات إعلامية حول القضايا التي تهمهم، والتقوا بالعديد من المختصين والمسؤولين، وحاوروا أصحاب القرار، وشنوا حملات مناصرة لقضاياهم. وفي ختام المؤتمر، تم توزيع الشهادات التقديرية على المشاركين في المشروع، البالغ عددهم 36 مشتركا، والهدايا التذكارية على مؤسسات المجتمع المحلي في القرى، التي كان لتعاونها أثر إيجابي وعظيم على نجاح المشروع.