شاركت صباح يوم أمس، الثلاثاء، 27/9/2011 أكثر من مئة مؤسسة وجمعية أهلية فلسطينية ومجلس بلدي في حفل توقيع على مدونة سلوك خاصة بدمج الأشخاص ذو الإعاقة في مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني، وبدأ اللقاء صباح اليوم الثلاثاء في قاعة حياة نابلس، بحضور مندوبين وممثلين عن الهيئة الاستشارية الفلسطينية لتطوير المؤسسات غير الحكومية PCS، وبرنامج التأهيل المجتمعي CBR في مواقعه المختلفة، بالإضافة إلى ممثلي الاتحاد العام في كل من جنين ونابلس وطولكرم وطوباس، وممثلين عن المؤسسات الأهلية الفلسطينية والبلديات في محافظات شمال الضفة الغربية.
وافتتح حفل التوقيع بكلمة ترحيبية للهيئة الاستشارية الفلسطينية لتطوير المؤسسات غير الحكومية، ألقاها النائب شامي الشامي، تحدث بها عن جهود الهيئة بالتعاون مع برنامج التأهيل والاتحاد الفلسطيني العام لذوي الإعاقة ومن خلال مؤسسة الدياكونيا\ناد، في رفع الظلم عن هذه الفئة المهمشة وتعزيز دورها ومكانتها في المجتمع، معتبراً أن مشاركة المؤسسات في التوقيع على هذه المدونة هو خطوة في الاتجاه الصحيح نحو المطالبة بمكانة أكبر وبدور قيادي لهذه الفئة في مؤسسات المجتمع، وتحدث الشامي في خطابه عن بنود هذه المدونة التي ترعى دوراً منصفاً لذوي الإعاقة من خلال تغطيتها لكافة الجوانب الإدارية والتنظيمية والمؤسسات والنشاطات في المؤسسات المختلفة.
ثم تلاه كلمة للمدير الإقليمي لبرنامج التأهيل المجتمعي الدكتور علام جرار، تحدث خلالها عما يتطلع له من خلال هذه المدونة، من أسس أمتن لطبيعة العلاقة بين المؤسسات وذو الإعاقة، أكان متطوعاً أو موظفاً أو واحداً من بين فئة مستهدفة، شاكراً في ذات الوقت المجالس المحلية والبلديات التي كان لها دور كبير في تعزيز دور وخدمات برنامج التأهيل في مواقع عمله، ولافتاً النظر إلى ثقته العميقة برؤسائها نظراً لما أثبتته التجارب السابقة من روح مشاركة ومبادرة في دعم وترسيخ مواقع ذوي الإعاقة في المجتمع.
بعد ذلك قدم المدير التنفيذي للهيئة الاستشارية الفلسطينية معتصم زايد عرض تقديمي عن بنود المدونة الثمانية والعشرين، شرح من خلالها أن هذه المدونة تأتي نتيجة لنشاطات قامت بها الهيئة بالتعاون مع مختلف المؤسسات وبتمويل من مؤسسة الدياكونيا\ناد، توجهت من خلالها إلى المؤسسات، والإعلاميين، وذوي الإعاقة لصياغة ميثاق يوفر لهم الحياة الكريمة في المجتمع، وأوضح زايد أن المدونة أُلحقت بدراسة وزعت على مؤسسات من مختلف محافظات الشمال، هدفت الهيئة من خلالها لمعرفة مدى موائمة هذه المؤسسات لاستقبال ذوي الإعاقة، ومدى استهدافهم في الأنشطة والفعاليات، ونسبة تمثيلهم في الهيئات الدارية وبين موظفي ومتطوعي المؤسسة، مؤكداً أن كل بند من البنود المذكورة كان نتيجة حتمية لما خرجت به هذه الدراسة من قلة التوجه المؤسسات لذوي الإعاقة، وحاجة لمزيد من التشجيع والتفعيل.
وعن دور الاتحاد الفلسطيني العام للأشخاص ذوي الإعاقة، تحدث معاوية منى منتدباً عن فروع الاتحاد العام في جنين وطولكرم ونابلس وطوباس عن أمله في أن تتطبق هذه المدونة وأن يحظى ذوو الإعاقة بمستقبل أكثر وضوحاً واشراقاً، كما شرح منى ما قام به الاتحاد من خلال جهوده المتواصلة مع المؤسسات الداعمة من المصادقة على قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة رقم 4، والذي يكفل لهم حداً أدنى من المشاركة الوظيفية في مؤسسات ومراكز الوطن، واعتبر منى أن المدونة هي ميثاق شرف للمؤسسات الاهلية تحدد لمجلس إدارتها والموظفين العاملين بها معايير وقيم السلوك الواجب مراعاتها للتعامل مع ذوي الإعاقة، وفي نهاية حديثه وجه منى نداءه للمؤسسات قائلاً: "رسالتنا واضحة..ساعدونا كي نساعدكم.. قلوبنا وعقولنا مفتوحة لكم..فافتحوا قلوبكم وعقولكم لنا".
وفي نهاية الحفل قامت المؤسسات بالتوقيع على المدونة وتسليم نسخة منها إلى طواقم الهيئة الاستشارية الفلسطينية تمهيداً للقيام بحملة جماهيرية واسعة تضمن تطبيق البنود في هذه المدونة، وتساهم في رفعة وتطوير دور ذوي الإعاقة في المجتمع الفلسطيني ككل وفي مؤسساته الاهلية بشكل خاص، كما سيتم تشكيل سكرتاريا للمدونة مكونة من مجموعة من المؤسسات العاملة في مجال الإعاقة من أجل متابعة اجراءات تطبيق المدونة وتقديم الدعم الفني للمؤسسات والبلديات في هذا المجال.