نظمت جمعية المستقبل للثقافة والتنمية برفح وبالتعاون مع لجان الإصلاح والعشائر بالمحافظة، يوم الأحد لقاءا جماهيريا موسعا ، حول آليات دعم وتفعيل ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية بمشاركة نخبة من أقطاب الحركة التصالحية ، وعدد غفير من رجال الإصلاح وكبار مخاتير العشائر والعائلات في محافظة رفح.
وتجدر الإشارة إلى أن اللقاء المذكور ، والذي عقد في قاعة ريماس بمحافظة رفح ، تحت عنوان "دور لجان الإصلاح والعشائر في تنفيذ اتفاق المصالحة" ، قد لاقى حضورا مجتمعيا كبيرا ، حيث كان على رأس الحضور كلا من النائب عن كتلة فتح البرلمانية وعضوها في حوارات القاهرة أشرف جمعة ، و د. غازي حمد ، وسعيد أبو غزة من المؤسسة الدولية برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، وزياد الصرفندي احد قيادي حركة فتح ، ومنصور بريك ممثلا عن حركة حماس ، وبمشاركة عدد غفير من مخاتير ووجهاء المحافظة من بينهم المختار أحمد شعث ، والمختار صقر الصوفي ، ورجل الإصلاح الشيخ حسين أبو عيادة.
وجدير بالذكر بان جمعية المستقبل للثقافة والتنمية ، عقدت اللقاء ضمن جهودها المجتمعية الرامية إلى تعزيز السلم الأهلي ، ودعم جهود المصالحة ، والمساهمة في تطبيق الاتفاق ، ضمن سلسلة من الفعاليات المجتمعية الداعمة في ذات المضمون.
وعلى الصعيد ذاته رحب السيد احمد ماضي رئيس الجمعية بالحضور ، مؤكدا أن القضية الفلسطينية تستدعي شحن الهمم ، وتفعيل وانجاز ملف المصالحة الوطنية ، لان الوطن اكبر من الجميع ، ويجب أن يعمل الجميع لتحقق المصالحة ، وتحويلها إلى واقع ملموس على الأرض.
وفي ذات السياق أشار ماضي إلى أن مبادرة الوجهاء تنبع من الحرص على تحقيق الوحدة ، وإنهاء الانقسام ، الذي وصفه بالصفحة السوداء في تاريخ الفلسطينيين.
من جانبه أعرب النائب جمعة في كلمته، عن تقديره لكافة جهود مؤسسات المجتمع المدني والفعاليات الشعبية الرامية لدعم جهود المصالحة ، مؤكدا بأن الجماهير بإمكانها فعل الكثير والضغط لتحقيق المصالحة.
كما شدد جمعة بأن أية توصيات تخرج عن اللقاء المذكور سترفع للجهات المعنية ، ويمكن البناء عليها للمساهمة في تطبيق المصالحة الاجتماعية.
من جهته أكد د. غازي حمد ، أن الانقسام أضعف الموقف الفلسطيني ، مشددا على ضرورة إنهاؤه حتى تقوى الجبهة الفلسطينية في مواجهة التحديات.
وأكد حمد أن المصالحة الاجتماعية من أهم حلقات تنفيذ اتفاق المصالحة ، ومن خلالها يمكن إعادة النسيج الاجتماعي ، وإنجاح المصالحة بشكل عام ، داعيا للأخذ بتجارب دول عربية وافريقية مرت بتجارب مماثلة ، كالجزائر والمغرب وجنوب إفريقيا.
من جهته أكد المختار أحمد شعت في كلمته ، أن المخاتير والوجهاء ارتئوا أن يكون لهم دور في المرحلة الراهنة ، امتدادا لادوار سبق مارسوها على مدى العقود الماضية ، وكان لها اثر في إنهاء شجارات وخلافات ، والحفاظ اللحمة داخل المجتمع.
ودعا شعت إلى ضرورة دعم جهود الوجهاء، ومساندة توجههم في المساعدة في تطبيق اتفاق المصالحة ، وإنهاء حالة الانقسام.
من ناحيته أكد زياد الصرفندي المتحدث باسم حركة فتح ، في اللقاء ، بان حركته قدمت تنازلات ولازالت على استعداد لتقديم المزيد من التنازلات ، من أجل انجاز الاتفاق.
مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الحراك الشبابي والمبادرات الشبابية كانت من أهم عوامل نجاح اتفاق القاهرة الذي وقعه في أيار الماضي ، مشددا على ضرورة استمرار هذا الحراك بشكل أكثر فعالية ، حتى يتم تطبيق الاتفاق.
أما منصور بريك فقد ألقى كلمة باسم حركة "حماس" ، تحدث من خلالها على أهمية الوحدة في تقوية الجبهة الداخلية ، مؤكدا استعداد حركته لتنفيذ اتفاق المصالحة ، مشيدا بمبادرة الوجهاء والمخاتير في دفع عجلة المصالحة.
ودعا بريك وزارة التربية والتعليم ووزارة الأوقاف ، للعمل على نشر ثقافة التسامح والسلم المجتمعي في المدارس والمساجد ، باعتبارها أهم الخطوات نحو تحقيق مصالحة اجتماعية.
وشدد بريك على أن معكرة الفلسطينيين كانت ولازالت مع الاحتلال ، ويجب أن تكون الفصائل والأحزاب وسيلة للنضال والجهاد لاستعادة الأرض والحقوق.
وجدير بالذكر بأنه وعلى هامش فعاليات اللقاء تمت العديد من المداخلات المجتمعية والعشائرية من قبل المخاتير والمهتمين ، ليفتح بعده باب النقاش أمام الحضور ، والذين بدورهم قدموا مقترحات وتوصيات تهدف للإسهام في تطبيق وتحقيق السلم المجتمعي.
وفي ختام اللقاء طالب الحضور بسرعة العمل على تطبيق اتفاق المصالحة ، مؤكدين أن الاستمرار في تعطيل تطبيق الاتفاق يلحق ضرر بالفلسطينيين وقضيتهم.
كما أوصوا بضرورة حدوث حراك جماهيري فاعل على كافة المستويات ، من أجل خلق حالة من الضغط على قادة الفصيلتين ، للتعجيل بتطبيق الاتفاق ، واستعادة الوحدة بين شطري الوطن.
جمعية المستقبل للثقافة والتنمية
المكتب الإعلامي