ولعله من نافلة القول، أن ذلك كله يتبلور على المستويين المادي والمعنوي، وفلسطين ما زالت تعيش سياق استعماري، لا يخفى على أي مهتم بمكيانيزمات الاقتصاد السياسي، أن مثل تلك التغيرات لا يمكن لها أن تشكل بديلا لاقتصاديات الاستعمار وهيمنته، فضلا عن أن تكون ندا ومقاوما له.
إن مدينة رام الله، وهي تتبوأ صدارة هذه المشهدية الجديدة، تتداخل أحياؤها مع أحياء مخيم الأمعري، ومخيم قلنديا، ومخيم قدورة، إضافة لوقوع مخيم الجلزون قريبا منها. تلك المخيمات، التي ما زالت ذاكرتها حول النكبة خضراء لم تندمل، بل تنز ألما من معاناتها اليومية. وما بين رام الله ومخيم قلنديا، حيث كفر عقب، تتجلى أحد أظهر الأمثلة على قسر الحيز بسكانه وعمرانه على استدخال مزايا متخارجة مع ريفيته وخصوصيته. كل ذلك يتم كجزء من منظومة بنيوية يفرضها الاستعمار على قاطني القدس، كان لا بد معها لتغيير مكان السكنى، من أجل اجتماع الأسرة في مكان واحد، مع الحفاظ على الهوية المقدسية، هناك في كفر عقب، يعيش آلاف المقدسيين، مع غيرهم، في فوضى عمرانية، يعوزها أقل الشروط القانونية والهندسية، وحتى البيئية والإنسانية الكريمة. في خضم هذا الصخب كله، لا يمكن أن يغيب ما ينتج عبر ممارسات الاحتلال الاستيطاني اليومية عبر شوارع مدننا وقرانا عمليات الاغتيال والقتل بدم بارد لشبابنا وشاباتنا، عمليات الفصل والاغلاق على الانسان والمكان، مشهد مختلف ما بين الواقع على الارض والمشهد العمراني الخادع.
ان الغرض الرئيسي لهاتين الدراستين هو الانخراط البحثي التوثيقي بصريا ومنهجيا لفهم عملية التجزئة الاجتماعية والتفتيت الذي يجري في المراكز الحضرية وتأثير امتداداتها وفهم أنماطها ومن الفائز ومن الخاسر ضمن منظور الاقتصاد السياسي الفلسطيني في كل من رام الله وكفر عقب.
Major Sector
Thumbnail
Resource Item Types
Publish Year