خان يونس –عطية شعت- بصوت ممتلئ بالقوة والحيوية وقف قائد المخيم الطفل نادر جرغون (11) عام من مركز نوار التربوي أمام أكثر من مائة طفل يشرح لهم شروط وقوانين المخيم واهم الأنشطة والزوايا التى سيتضمنها .
وبعد عدة تمارين للإحماء وزع القائد جرغون الأطفال على مجموعات وقاد كل مجموعة احد الأطفال القادة بشكل منظم ومرتب ، لينغمسوا بأنشطة المخيم الترفيهية والثقافية المختلفة .
ويقول الطفل نادر جرغون " نحن القادة لم نفرض على الأطفال بل هم من قاموا بانتخابنا بأنفسهم في انتخابات حرة، وأعطونا ثقتهم ونحن نعدهم بان نكون قد المسئولية "
وحول قدرتهم على إدارة المخيمات أوضح جرغون أن مؤسسة الثقافة والفكر الحر عملت على تأهيل القادة الفائزين من خلال عدة دورات تدريبية مكثفة ساعدتهم على ادراة الأنشطة المختلفة بشكل أفضل .
وكان أكثر من 450 طفل وفتى وفتاه ينتمون لثلاث مركز من مراكز جمعية الثقافة والفكر الحر " بناة الغد – الشروق والأمل- نوار التربوي " شاركو أواخر الشهر الماضي بانتخاب (8)قادة من أقرانهم لإدارة المخيمات الصيفية في انتخابات حاكت بتفاصيلها الانتخابات الحقيقية .
الأطفال قادرون على الإدارة
ومن جهتها قالت أمال خضير مدير مركز نوار التربوي أن نجاح الأطفال في إدارة مخيماتهم يؤكد أن الأطفال يمتلكون القوة والإرادة والإبداع في حال تم إعطائهم الفرصة للتعبير عن ذاتهم .
وأشارت خضير إلى أن مراكز جمعية الثقافة والفكر الحر تعمل من خلال برامجها المختلفة وبشكل ممنهج على تمكين الأطفال والفتيان من إدارة أنشطتهم بشكل ذاتي معتمدين منهج القيادة .
وعن أهداف المخيم قالت خضير " الترفيه والتسلية ومساعدة الأطفال على التعبير عن أنفسهم من خلال أنشطة هادفة تساعدهم على اكتشاف ذاتهم وتنمي قدراتهم ومهاراتهم وتساعدهم على تفريغ العنف والضغط الذى خلفته سنوات الحصار الاربعة والحرب الأخيرة على القطاع والتي لازالت صورها عالقة في أذهانهم .
وسيلة لكشف المواهب واستثمار الطاقات
وكانت مراكز جمعية الثقافة افتتحت -اليوم الأحد- فعاليات مخيماتها الصيفية تحت شعار" بسمة طفل" بمشاركة أكثر من (300) طفل وفتى .
وعن أهمية المخيمات الصيفية للفتيان قال مدير مركز بناة الغد خليل فارس "إن هذه المخيمات تعد وسيلة تربوية للكشف عن مواهب الفتيان، واستثمار طاقاتهم بشكل ايجابي، كما أنها تعد طريقة فعالة لحمايتهم من الانحراف وممارسة السلوكيات التربوية الخاطئة"
وحول برنامج المخيم الصيفي يقول الفتى القائد فادى صقر (14) عاما من مركز بناة الغد "وعد ت زملائي خلال الحملة الانتخابية في حال فوزي اننى سأعمل كل ما بوسعي مع زملائي القادة لجعل المخيم أكثر تشويقا وجاذبية ومتعه ، وها نحن نوفى بوعدنا فقد جهزنا وجبة دسمة من الأنشطة الجديدة والمختلفة والمتنوعة .
وحول تجربة القيادة يقول صقر" لأول مرة نشعر نحن الفتيان بأننا نقوم بما نحب ولا تفرض علينا الأنشطة والبرامج ، لهذا فان المتعة مضاعفة والكل يشعر هنا بالراحة وخاصة أننا متفاهمين جدا وقريبين من زملائنا "
أطفال غزة بحاجة للترفيه
واكدت نجوى الفرا مدير نادى الشروق والأمل على أهمية الترفيه وخاصة لأطفال غزة الذين يعانوا من ويلات الحصار وأثاره التي مست كل بيت وأثرت بشكل مباشر على تكوينهم النفسي ،وتضيف من هنا جاء شعار المخيم" بسمة طفل" بهدف رسم بسمة حقيقية على شفاه أطفالنا.
واضافت الفرا أن الهدف الأساسي للمخيم في هذا العام هو رفع معنويات الطفل وإشعاره بأنه موجود، وقالت " لقد تغيرت نوعا ما الحالة النفسية للأطفال وبدأنا نشعر بأن البسمة أصبح لها مكانا بعد أن غابت عن محياهم بسبب تأثير الحصار والأوضاع المحيطة فيهم وأشارت إلى أن فترة المخيم غير كافية لتؤثر بشكل كامل في شخصية الطفل لهذا نحن نعمل معهم على مدار العام من خلال برامج وانشطة النادي مختلفة نحاول من خلالها أن نعيد الطفل إلى طفولته وحريته وتوجيهه نحو القيم السلوكية والاجتماعية.
وتجدر الإشارة إلى ان تجربة إشراك الأطفال والفتيان في إدارة أنشطتهم قد لاقت استحسان الفئات المستهدفة حيث تقول الطفلة القائد تسنيم الفرا (11) عاما ، اشعر بالسعادة لاننى انا من يختار ،ولا اشعر باننى مراقبة او مقيدة بل اتصرف بحرية ومسئولية .
كما لاقت التجربة "اشراك الاطفال فى ادارة انشطتهم "اهتماما من قبل المختصين فى غزة ولاسيما بعد نجاح عدة تجارب قامت بها مراكز جمعية الثقافة والفكر الحر وكان من أهمها قيام مجموعة من الفتيات بصناعة فيلم كرتوني من إبداعهن ، وترسخت بتجربة الانتخابات وما افرزته من قادة نجحوا بقيادة المخيمات الصيفية بشكل رائع .