اختتام فعاليات مهرجان مناهضة العنف ضد المرأة في غزة

اختتمت فعاليات المهرجان الخاص بمناهضة العنف ضد المرأة والذي كان تحت شعار "لهون وبس" في قاعة مؤسسة سعيد المسحال للثقافة والعلوم بغزة. والذي قامت بتنظيمه كل من: جمعية الثقافة والفكر الحر- شبكة ائتلاف "وصال"، والجمعية الثقافية لحماية التراث، وجمعية الهلال الأحمر بقطاع غزة، -مركز صحة المرأة- جباليا، وفريق المنظمات الأممية. جاء هذا إيمانا من المنظمين بأهمية دور المرأة حيث أنها عطاء بلا توقف وتستحق من المجتمع الكثير.
وكان من المفترض أن يكون الحفل مشتركاً بين كل من قطاع غزة والضفة الغربية، إلا أن الظروف الراهنة بسبب الحصار المفروض على قطاع غزة حالت دون ذلك، هذا ما أشار له أسامه أبو عيطة المسئول الوطنى لبرامج صندوق الأمم المتحدة للسكان-غزة في كلمته الترحيبية عند بدء المهرجان منوهاً أنه فى نفس الوقت يجرى حفل مشابه في رام الله. متمنياً:" أن يكون يوم مناهضة العنف ضد المرأة من آثار النسيان ونصبح مجتمعاً بلا عنف".
افتتح المهرجان خالد عبد الشافي ممثلاً عن المنظمات الأممية مشيرا الى مغزى مثل تلك الأنشطة:" إن هذه المشكلة لم تعد مشكلة صغيرة بل تحولت لجزء من المشاكل التي تواجهنا كمجتمع فلسطيني وعلينا تحمل مسئولية هذه الظاهرة التي تفشت في مجتمعنا".
وتعرض عبد الشافي بالإحصائيات الرسمية للإشارة إلى حجم العنف الواقع على المرأة الفلسطينية وأن العنف صار سمة سائدة في مجتمعنا. مشدداً على أنه يجب على كافة أفراد المجتمع والمعنيين التصدي الفوري ومواجهة العنف بكل أشكاله.
وأكد عبد الشافي أن التغيير لا يتم بالمهرجانات فقط بل بتغيير القناعات والسلوك. مشيراً إلى أنها عملية طويلة ومعقدة بحاجة إلى سن قوانين وتشريعات ووضع آليات لتنفيذ هذه التشريعات ومساعدة جادة من قبل السلطة ومؤسسات العمل المدني وقطاعات التعليم والإعلام. مراهنا على الجيل الجديد الذي يرى فيه عبد الشافي الخلاص لمستقبل أفضل.
وبالنيابة عن الشركاء في تنظيم الحفل، ألقت أ. مريم زقوت مدير عام جمعية الثقافة والفكر الحر كلمة استهلتها بتوجيه "رسالة حب" للمناضلين والمناضلات الذي يدافعون عن الحرية ويرونها حقاً لا بد منه لتسود الطمأنينة.
واستهجنت أ. زقوت الحصار الظالم الذي يفرضه الاحتلال وتداعياته الكارثية والتي انعكست بظلالها على واقع المرأة الفلسطينية وأدى إلى اتساع دائرة معاناتها. مطالبة جميع المسئولين والمهتمين بالدعم والعمل الجاد والمتواصل لدرئ العنف ضد المرأة.
واستشهدت أ. زقوت بحديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:" النساء شقائق الرجال"، و" خيركم، خيركم لأهله. وأنا خيركم لأهلي". كإشارة إلى أن هذه هي رسالة السماء بحق المرأة وأن ما يحدث في مجتمعاتنا اليوم مخالف للشرع تماماً.
ووضحت أ. زقوت:" إن المرأة المعنفة لا تستطيع بناء أسرة سوية صالحة تقوم على محبة الآخر، بل ستساهم دون قصد منها في إشاعة روح التفكك والخلاف وسياسة العنف بين أفراد الأسرة وباقي أفراد المجتمع. لذلك علينا استدراك حالة الشرخ العميق الحاصلة في مجتمعنا والبحث الجاد عن وسائل نافعة ومؤثرة لرأب الصدع".
و دعت أ. زقوت المنظمات النسوية والجهات المعنية بتطبيق قرارات الأمم المتحدة لوقف أشكال العنف ضد المجتمع عموماً والمرأة خصوصاً. مطالبة بتشكيل شبكات توعوية كقوى ضاغطة لإنفاذ هذه القرارات.
من جهتها وضحت زينب الغنيمي في كلمة القيادات النسوية أنه ليس علينا أن نحتفل باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة بل علينا أن نقرر بمشاركة الرجل كيفية وقف العنف ضد المرأة. مشددة على أن "أسوأ أشكال العنف هو العنف القانوني" حيث أنها ترى أن القوانين الفلسطينية غير منصفة من حيث آلية التطبيق.
وتقول الغنيمي:" كلتا السلطتين (غزة والضفة) تظلمان المرأة لأنها سلطات ذكورية تفكر في وضع قوانين لمواكبة ركب المدنية دون اهتمام بوضع آليات لضمان التطبيق". مضيفة :"لا نريد التغني بالمرأة وبدورها فما تغنيكم إلا كالتربيت على كتف الضعيف. نريد أن نتشارك فعلياً يداً بيد. ونريد أن نغير المقولة السائدة خلف كل رجل عظيم امرأة لتصبح هناك رجل عظيم وامرأة عظيمة جنباً إلى جنب".
وتحدث الكاتبة دنيا الأمل إسماعيل عن العنف العائلي وآثاره السلبية على نشأة الفرد ضمن المجتمع. وتطرقت بالحديث عن الصورة السلبية للمرأة من ضعف واحتياج دائم للرجل وما سببته من تقييد مفرط لحريتها حتى داخل منزلها. مؤكدة أن محاربة العنف لا تكون بالعنف وإنما بالحوار الواجب تفعيلة داخل الأسرة.
وأشارت إسماعيل أن المؤسسات المعنية وإن كانت تساهم في إيجاد الحل إلا أنها لم تمنعه بشكل كامل لقصور في إمكانياتها وجهودها. وأيضا لأن العنف يزداد تفاقماً في ظل الفلتان الأمني وحالة التفكك التي تسود الشارع الفلسطيني وغياب آلة القانون. منادية كسابقيها بضرورة وقف العنف بكافة أشكاله داخل المجتمع عموماً وعلى المرأة خصوصاً.
وطالبت اسماعيل بتوعية المرأة بحقوقها وواجبتها ودورها الكبير في إعادة اللحمة لنسيج المجتمع كله.
وعلى هامش المهرجان تخللته أغاني تراثية، ودبكة شعبية مقدمة من فرقة العصرية للفلكلور الشعبي، وبازار تراثي اشتمل على أعمال ومنتجات يدوية وتراثية ورسومات عن المرأة بمشاركة من: الجمعية الثقافية لحماية التراث، وشبكة ائتلاف وصال، وجمعية وطن للتراث، وجمعية بيسان الخيرية، ومركز صحة المرأة-جباليا. بالإضافة إلقاء قصيدة بعنوان "مصرع حواء" من الشاعرة ناديا العطار عن جمعية الثقافة والفكر الحر- ملتقى الابداع الأدبي.
واختتم المهرجان أعماله بتكريم عدد من السيدات اللواتى لهن دور بارز فى المجتمع, منهن من قدمت أربع شموع من أبنائها ومنهن من عانت ويلات الأسر. وشارك فى التكريم أ.مريم زقوت-مدير عام جمعية الثقافة والفكر الحر، وم.بشير وادي-أمين صندوق مجلس إدارة جمعية الثقافة والفكر الحر، وأ.يوسف الصليبى-رئيس مجلس ادارة الجمعية الثقافية لحماية التراث.

Governorate

href="http://statcounter.com/" target="_blank"> class="statcounter"
src="//c.statcounter.com/7777687/0/e4135b25/1/" alt="web
analytics">