صدر عن المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية" مدى" دراسة بعنوان" علاقة الإعلام الجديد بحرية الرأي والتعبير في فلسطين ـ الفيسبوك نموذجا". وهدفت هذه الدراسة المطولة التي جاءت في 224 صفحة من القطع المتوسط إلى معرفة علاقة الإعلام الجديد بحرية الرأي والتعبير في فلسطين مع التركيز على موقع التواصل الاجتماعي " الفيسبوك " لما له من أهمية من حيث الإقبال عليه وأثره في تجسيد مثل هذه الحرية سواء أكان ذلك في العالم الافتراضي أو في العالم الواقعي.
وسعت الدراسة التي تعتبر الأولى من نوعها فلسطينياً، وأعدها الصحافي والباحث في العلاقات الدولية محمود الفطافطة، فيما أشرف عليها وقدم لها رئيس قسم الإعلام في جامعة بيرزيت د. وليد الشرفا ، إلى تفكيك العلاقة بين الإعلام الجديد ومفرداته المرتبطة بالمجال العام والمجال الافتراضي وحتى الرأي العام وعلاقة ذلك بالبنية الاجتماعية وبالتحول الاجتماعي وكيف يمكن أن يؤثر ويشكل أحدهما الآخر؟ . كما وحاولت الدراسة رصد العلاقة بين التطور الكوني الهائل في ثورة المعلومات والاتصالات ومدى تأثير كل ذلك على الواقع الفلسطيني بما له من خصوصيات وما يعيشه من تحولات أحيانا هادئة وأخرى سريعة ومفاجئة.
وعمدت الدراسة إلى رصد واقع حرية الرأي والتعبير في فلسطين ومدى التبادل والاستفادة التي من الممكن أن يوفرها المجال الاتصالي الجديد للحركات الاجتماعية الفلسطينية في تنظيم ذاتها والتعبير عن أحلامها في قضايا كبرى أهمها الاحتلال وليس آخرها الانقسام. وقامت الدراسة بقراءة متأنية لعينة من المجموعات الفلسطينية على صفحة الفيسبوك لمعرفة مدى انعكاس مفرداتها ومضامينها وحتى أشكالها على الحالة الفلسطينية في مواضيع مهمة وساخنة مثل الانقسام والمطالبة بحرية التعبير والشفافية .
إلى ذلك؛ فقد احتوت الدراسة على عدد من المباحث والمحاور وهي: قراءة في المفاهيم، مراجعة الأدبيات، مدخل نظري، المنهجية وأدوات التحليل، الإعلام الجديد وحرية التعبير، الانترنت في فلسطين، الرقابة والإعلام الجديد، الإعلام الجديد والثورات العربية، الفيسبوك في فلسطين، تحليل عينة من مجموعات الفيسبوك الفلسطينية والاستمارة، إلى جانب مبحث الإعلام الجديد... رؤية استشرافية، إلى جانب النتائج والتوصيات ومن ثم قائمة بالمراجع.
وقد خلصت الدراسة مجموعةٍ كبيرة من النتائج، أهمها:
ـ ساهم المجال التقني بتعزيز حرية التعبير وإعطائها متنفس وطريقة للنشر لكنه لم يبني ثقافة الاختلاف واحترام الرأي الآخر.
ـ هنالك ارتباك في الشارع الفلسطيني حول العلاقة بين تقنيات التواصل الاجتماعي وحرية التعبير رغم أن هناك نسبة كبيرة ترى أنه يعززها.
-الإعلام الجديد في نسخته الفلسطينية متشبع بأسس وصفات البنية الفلسطينية في علاقتها الداخلية وعلاقتها مع الاحتلال.
ـ هناك ضعف في الأدبيات الأكاديمية المتعلقة بنظريات التحول وعلاقتها بنظريات الوسائط الاتصالية في المشهد الفلسطيني.
ـ الأحزاب والتنظيمات الاجتماعية والسياسية ما زالت هي سيدة الموقف وهي التي تتحكم من ناحية غير مباشرة بالحراك الالكتروني على المجال الافتراضي.
ـ إن الجهد الفلسطيني استغل الإعلام الجديد لبناء رأي عام لكنه لم يستطع تجاوز طرق العمل التقليدية في الأداء الفلسطيني في كافة حقوله.
ـ لم تستطع منظمات المجتمع المدني خلق قاعدة جماهيرية كافية لتحقيق التوازن مع البنى التقليدية بشكل حد من قوة فاعلية التواصل الاجتماعي.
وخرجت الدراسة بحزمة من التوصيات، أبرزها:
ـ حرية الرأي لا تعني حرية التشهير، فهي مرتبطة بثقافة الديمقراطية؛ لذلك على الفاعلين الفلسطينيين والتربويين تعزيز ثقافة الاختلاف ومفاهيم الديمقراطية.
ـ.على صناع القرار الفلسطيني العمل على بناء ثقافة الاختلاف وحرية التعبير، ضمانا لتحول ديمقراطي سليم.
ـ يجب الوصول إلى ميثاق شرف يعزز المسؤولية الاجتماعية ويفرق بين الحملة الصحفية والخبر الصحفي والمعلومة الصحفية.