استقبل أمس برنامج غزة للصحة النفسية في المقر الرئيس بغزة وفداً برلمانياً هولندياً رفيع المستوى يترأسه السيد اندرياس فانجيت رئيس وزراء هولندي سابق ويضم ثمانية من رؤوساء وزراء وسفراء سابقين وأساتذة في القانون الدولي ومحامين. وقد التقى الوفد د. أحمد أبو طواحينة المدير العام للبرنامج والسيد مروان دياب مدير العلاقات العامة، وتأتي هذه الزيارة ضمن زيارات ميدانية متعددة يقوم بها الوفد بهدف التعرف على الأوضاع المعيشية والصحية لسكان قطاع غزة.
وفي بداية اللقاء رحب د. أبو طواحينة بالوفد الضيف وشكره على حضوره إلى قطاع غزة، معرباً عن سعادته البالغة لاستقبال وفد من دولة صديقة للشعب الفلسطيني حيث عمل معها البرنامج طوال 20 عاماً.
وقدم د. أبو طواحينة للوفد الضيف نبذة مختصرة عن نشأة البرنامج وتاريخه والخدمات التي قدمها على مدار 21 عاماً من العمل المتواصل لخدمة الأطفال والنساء وضحايا انتهاكات حقوق الإنسان، مشيراً إلى النموذج النوعي الذي تبناه البرنامج منذ تأسيسه في تقديم خدمات الصحة النفسية المجتمعية، والذي تمثل في الوصول إلى قلب المجتمع والدور الذي يقوم به البرنامج في تدريب العديد من الكوادر في مجال الصحة النفسية المجتمعية وتعريف المجتمع بمفاهيم الصحة النفسية الأمر الذي ساهم في جسر الهوة بين خدمات الصحة النفسية ومن هم بحاجة إليها من أفراد المجتمع من خلال اللقاءات التوعوية والجماهيرية التي زادت من وعي المجتمع بأهمية الصحة النفسية والتي من خلالها تم تناول العديد من المشاكل التي قد تتعرض لها الأسرة الفلسطينية.
وأشار د. أبو طواحينة إلى أن البرنامج يركز على الخدمات التوعوية والوقائية لما لذلك من أهمية كبيرة في مواجهة مشاكل الصحة النفسية، مؤكداً على أن البرنامج يسعى ومن خلال برامجه ومشاريعه المتنوعة التي ينفذها إلى نشر الوعي والمعرفة بأهمية الصحة النفسية في المجتمع الفلسطيني، وذلك من خلال الخبرة الواسعة التي اكتسبها البرنامج على مدار السنوات السابقة بالتعاون مع المؤسسات المحلية الشريكة العاملة في نفس المجال، مبيناً بعض البرامج الجديدة التي ينفذها البرنامج والتي تهدف إلى تثقيف الآباء حول كيفية التعامل مع المشاكل السلوكية عند الأطفال من خلال تدريبهم عن طريق المهنيين العاملين في البرنامج.
واستعرض د. أبو طواحينة التوجه الجديد للبرنامج نحو دمج خدمات الصحة النفسية في المدارس ورياض الاطفال وتدريب المرشدين في المدارس على كيفية الكشف عن أي مشاكل نفسية عند الأطفال، ويأتي ذلك في إطار سعي البرنامج للتخفيف من حدة المشاكل النفسية عند الأطفال من خلال الكشف المبكر لها ومحاربة الوصمة، وقد قام البرنامج بتأسيس وحدات إرشادية في عدد من المدارس ورياض الأطفال لكي تقدم الخدمات اللازمة بإشراف مهنيي البرنامج وذلك بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.
كما وتطرق د. أبو طواحينة إلى برامج بناء القدرات التي يقدمها البرنامج ومنها برنامج الدبلوم العالي في الصحة النفسية وحقوق الإنسان والذي يهدف إلى تدريب الأطباء والممرضين على كيفية اكتشاف المشاكل النفسية بشكل مبكر، وكذلك البرامج التدريبية الأخرى للمهنيين العاملين في البرنامج والشركاء الإستراتيجيين في مجال الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي، منوهاً إلى الشراكات التي يقيمها البرنامج ومنها المحلية والاقليمية والدولية مع مؤسسات وجامعات دولية في مجال تقديم الخدمات والأبحاث العلمية.
وتحدث د. أبو طواحينة عن الخدمات التي يقدمها البرنامج لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان والتعذيب والسجناء والأسرى المحررين وعائلاتهم والتي تتضمن برامج تأهيل ودعم نفسي اجتماعي وغيرها من الخدمات الآخرى التي تقدم للنساء والتي تمثلت في البداية في تأسيس مشروع دعم وتأهيل المرأة عبر فروعه الثلاث في قطاع غزة والتي استقلت حالياً كجمعيات نسوية قائمة بذاتها تعمل على خدمة المجتمع من خلال الخبرة التي اكتسبتها من البرنامج، موضحاً أن البرنامج وخلا مسيره الطويلة واجه العديد من التحديات والصعوبات تمثلت في قلة الخبرة في التعامل مع الاضطرابات والمشاكل التي نتجت عن الظروف المحيطة بنا ولكن البرنامج استطاع التغلب عليها من خلال التدريب والتثقيف.
وقد تخلل اللقاء العديد من الأسئلة التي طرحها الوفد الضيف حول الخدمات المقدمة وتأثير الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصاديةوخاصة الحرب الأخيرة على غزة وتأثير ذلك على المجتمع.
وفي نهاية اللقاء شكر الوفد الضيف د. أبو طواحينة على ما قدمه من شرح تفصيلي للخدمات والنشاطات التي يقدمها البرنامج معبراً عن مدى سعادته بهذا العمل ولجهد الكبير الذي يقوم به البرنامج للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني.